{لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا}: لحد لها مؤقت مقدر تنتهي إليه من فلكها في آخر السنة، شبه بمستقر المسافر إذا قطع مسيره، أو لمنتهى لها من المشارق والمغارب؛ لأنها تتقصاها مشرقًا مشرقًا ومغربًا مغربًا حتى تبلغ أقصاها، ثم ترجع، فذلك حدها ومستقرها؛ لأنها لا تعدوه، أو لحد لها من مسيرها كل يوم في مرأى عيوننا؛ وهو المغرب.
قوله:(لحد لها مؤقت مقدر) بيان لقوله: "مؤقت"، فاللام في {لِمُسْتَقَرٍّ} للاختصاص، لأن جريها مختص به كما تقول: أتيته لعشر خلون من الشهر. قال المصنف في قوله تعالى:{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا}[الأعراف: ١٤٣]: "لوقتنا الذي وقتنا له وحددناه، ومعنى اللام الاختصاص".
ولو قيل: إلى مستقر لها، كان للغاية والانتهاء، ومعنى الاختصاص يعود للانتهاء، لأن جريها لما يختص بها ينتهي إليه، ولهذا قال: ينتهي إليه.
قوله:(أو لمنتهى لها من المشارق والمغارب) يريد أن الشمس كل يوم لها مشرق ومغرب إلى ستة أشهر إلى أن تنتهي إلى غاية ارتفاعها في زمان الصيف، فذلك حدها في الارتفاع لا تعدوه، ثم ترجع على تلك المقنطرات ستة أشهر أخرى إلى أن تنتهي إلى غاية انخفاضها في زمان الشتاء، فذلك حدها في الانخفاض لا تعدوه، واختلاف المشارق والمغارب بحسب ارتفاعها وانخفاضها وحركاتها المخصوصة شيئًا فشيئًا بحسب التدرج أو التدلي، وهو المراد من قوله: لأنها تتقصاها مشرقًا مشرقًا ومغربًا مغربًا.
الأساس: تقصيت المكان: صرت في أقصاه، وهو مني بالقصا، أي: بالبعد.