قوله:(وقيل: مستقرها: أجلها)، فعلى هذا: المستقر اسم الزمان، وعلى الأول: اسم المكان.
قوله:(وقيل: الوقت الذي تستقر فيه وينقطع جريها وهو يوم القيامة)، فالمستقر أيضًا: أجلها الذي أقر الله عليه أمرها في جريها.
الأساس: يقال: قررت عنده الخبر فتقرر، ويؤيد هذا التأويل ما روينا عن أبي ذر قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال: "يا أبا ذر، أتدري أين تذهب هذه الشمس؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال:"تذهب لتسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، وذلك قوله تعالى:{والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ} ". متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
قوله: (وقرأ ابن مسعود: "لا مستقر لها") قال ابن جني: قرأ بها ابن عباس وعكرمة وعطاء وظاهرها العموم، ومعناه الخصوص؛ لأن "لا" النافية للجنس لا تدخل إلا نفيًا عامًا؛ فقولك: لا رجل عندي، جواب عن سؤال عام، أي: هل عندك قليل أو كثير من هذا الجنس الذي يقال لواحده: رجل؟ فقوله تعالى:"لا مستقر لها" نفي أن تستقر أبدًا، ونحن نعلم أن السماوات إذا زلن بطل سير الشمس أصلًا، فاستقرت مما كانت عليه من السير. ونعوذ بالله أن تقول: إن حركتها دائمة كما تذهب إليه الملحدة. ونحوه قول الشاعر:
أبكي لفقدك ما ناحت مطوقة .... وما سما فنن يومًا على ساق