للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتغلغله في القحة؛ حيث قرره بأن عنصره الذي خلقه منه هو أخس شيء وأمهنه؛ وهو النطفة المذرة الخارجة من الإحليل الذي هو قناة النجاسة، ثم عجب من حاله بأن يتصدى مثله على مهانة أصله ودناءة أوله لمخاصمة الجبار، ويبرز صفحته لمجادلته، ويركب متن الباطل ويلج، ويمحك ويقول: من يقدر على إحياء الميت بعدما ومت عظامه؟ ! ثم يكون خصامه في ألزام وصف له وألصقه به؛ وهو كونه منشأ من موات، وهو ينكر إنشاءه من موات، وهي الكابرة التي لا مطمح وراءها، وروي: أن جماعة من كفار قريش منهم أبي بن خلف الجمحي وأبو جهل والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة تكلموا في ذلك، فقال لهم أبي: ألا ترون إلى ما يقول محمد: إن الله يبعث الأموات، ثم قال: واللات والعزى لأصيرن إليه ......

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (في القحة)، الجوهري: وقح الرجل إذا صار قليل الحياء، وهو وقح ووقاح بين القحة والوقاحة، والهاء عوض من الواو.

قوله: (ويمحك)، الجوهري: المحك: اللجاج، وقد محك يمحك فهو رجل محك ومماحك.

قوله: (ثم يكون خصامه في ألزم وصف) ثم هذه يجوز أن تكون للاستعباد؛ يعني ينكر الحشر، ويخاصم مع مهانته الجبار مع مهابته في شيء في غاية من الظهور والجلاء! ما أبعد ذلك من العاقل!

قوله: (والعاص بن وائل)، عن بعضهم: العاص، صح بالرفع، لأنه من الأعياص، من العوص لا من العصيان، والأعياص من قريش وهم أولاد أمية بن عبد شمس الأكبر، وهم أربعة: العاص وأبو العاص، والعيص وأبو العيص، والعيص الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>