بَاسَنا} تابع لقوله:{فَلَمَّا جاءَتْهُمْ}، كأنه قال: فكفروا، فلما رأوا بأسنا آمنوا، وكذلك:{فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ} تابع لإيمانهم لما رأوا بأس الله. {سُنَّتَ اللَّهِ} بمنزلة {وَعَدَ اللَّهُ}[النساء: ١٢٢] وما أشبهه من المصادر المؤكدة. و {هُنالِكَ} مكان مستعار للزمان، أي: وخسروا وقت رؤية البأس، وكذلك قوله:{وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ} بعد قوله: {فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ} أي: وخسروا وقت مجيء أمر الله، أو وقت القضاء بالحق.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قرأ سورة المؤمن لم يبق روح نبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلا صلى عليه واستغفر له".
فانقلب الأمر عليهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون، أي: يستخفون، ولا يبعد أن تسمى مثل هذه الفاء فاء تفسيرية.
قوله:(كأنه قال: فكفروا، فلما رأوا بأسنا آمنوا)، فالتقدير: فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم فكفروا، أي: استهزؤوا وصغروا شأنها، وحاق بهم جزاء استهزائهم، فلما رأوا بأسنا، أي: جزاء استهزائهم، آمنوا.