لمحصليها، وليبصر أن الأرض والجبال أثقال على أثقال، كلها مفتقرة إلى ممسك لا بد لها منه، وهو ممسكها عز وعلا بقدرته. {وَبارَكَ فِيهَا}: وأكثر خيرها وأنماه، {وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها}: أرزاق أهلها ومعايشهم وما يصلحهم. وفي قراءة ابن مسعود:(وقسم فيها أقواتها)، (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً) فذلكة لمدة خلق الأرض وما فيها، كأنه قال: كل ذلك في أربعة أيام كاملة مستوية بلا زيادة ولا نقصان. قيل: خلق الأرض في يوم الأحد ويوم الاثنين، وما فيها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء. وقال الزجاج:{فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامِ}:
الظبي، إذا أمكنك من عرضه، إذا ولاك عرضه، وأعرضت الشيء فأعرض، أي: أبرزته فبرز.
قوله:(وليبصر أن الأرض)، بيانه ما قال الإمام: أنه تعالى لو جعلها على غير هذه الصورة لأفهم أن تلك الأساطين التحتانية هي التي أمسكت هذه الأرض عن النزول، ولكنه تعالى خلق هذه الجبال الثقال فوق الأرض ليرى الإنسان أن الأرض والجبال أثقال على أثقال وكلها مفتقرة إلى حافظ وممسك، وما ذاك إلا الله تعالى.
قوله:(فذلكة) الفذلكة في الحساب: هي أن تذكر أولًا أشياء مفصلًا، ثم تجمع تلك التفاصيل، وتكتب في معرض الحساب: فذلك كذا وكذا.
قوله:(قيل: خلق الأرض في يوم الأحد ويوم الاثنين) روينا عن مسلم عن أبي هريرة، قال:"أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة فيها فيما بين العصر إلى الليل".