الانتصاف:"يقولون: أن "الريح" لم ترد في القرآن إلا عذابًا، بخلاف "الرياح"، وهذه الآية تحرم الإطلاق، لأنها هاهنا نعمة ورحمة، وسكونها شدة على أصحاب السفن، ولا ينكر أن الغالب في ورودها مفردة ما ذكروا، وكذا في قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعلها رياحًا، ولا تجعلها ريحًا": بناء على الأغلب". قال صاحب "الإنصاف": "وكذلك جاء في القراءات السبعة: (الله الذي أرسل الريح)، (وهو الذي يرسل الريح)، والمراد بها: التي تثير السحاب".
قوله:({فَيَظْلَلْنَ} بفتح اللام وكسرها): بالفتح: السبعة، والكسر: شاذ. قال ابن جني:"الكسر قراءة قتادة، وهي على: ظللت أظل؛ كفررت أفر، والمشهور فيها: فعلت أفعل؛ ظللت أظل، وأما ظللت أظل: فلم يمرر بنا، لكن قد مر نحو هذا: ضللت أضل، وضللت أضل، ولم يقرأ قتادة إلا بما روي، وأقل ما في هذا أن يكون قد سمع لغة".