أو من صلة {يأتِي}، أي: من قبل أن يأتي من الله يوم لا يقدر أحد على ردّه، والنكير: الإنكار، أي: ما لكم من مخلص من العذاب، ولا تقدرون أن تنكروا شيئًا مما اقترفتموه ودوّن في صحائف أعمالكم.
أراد بـ"الإنسان": الجمع لا الواحد؛ لقوله:{وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ}، ولم يرد إلا المجرمين، لأن إصابة السيئة بما قدّمت أيديهم إنما تستقيم فيهم، والرحمة: النعمة من الصحة والغنى والأمن، والسيئة: البلاء من المرض والفقر والمخاوف، والكفور: البليغ الكفران، ولم يقل: فإنه كفور؛ ليسجل على أن هذا الجنس موسوم بكفران النعم، كما قال:{إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[إبراهيم: ٣٤]، {إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}[العاديات: ٦]، والمعنى: أنه يذكر البلاء وينسى النعم ويغمطها.
قوله:(ولم يقل: فإنه كفور؛ ليسجل على أن هذا الجنس موسوم بكفران النعم): فالتعريف في "الإنسان" الأول: للعهد، وفي الثاني: للجنس، والقرنية الدالة على العهد قوله:{بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}، والمغيبون: الكفار المخاطبون؛ لترتب قوله:{فَإنْ أَعْرَضُوا} على قوله: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم}، فهو من إقامة المظهر موضع المضمر؛ للإشعار بتصميمهم على الكفران، والإيذان بأنهم لا يرعوون مما هم فيه.
وأفرد الضمير في {فَرَحٍ}، وجمع في {وإن تُصِبْهُمْ}، وعم في {َإنَّ الإنسَانَ لَكَفُورٌ}، لمفهوم واحد على الترقي في معنى: ليس ببدع من هذا الإنسان المعهود: الإصرار؛ لأن هذا