قلت: إرادته فعل غيره ليس إلا أن يأمره به ويطلب منه إيجاده، فإن كان ذلك على سبيل القسر وجد، وإلا دار بين أن يوجد وبين أن لا يوجد على حسب اختيار المكلف، وإنما لم يكن الرجوع لأنّ الإرادة لم تكن قسرا ولم يختاروه.
والمراد بالعذاب: السنون والطوفان والجراد وغير ذلك.
قوله:(إرادته فعل غيره) إلى آخره): جعل الأمر والإرادة سيان، وآل حاصل كلامه أنه حصل مراد العبد دون مراد الله، وقد مر غير مرة أن "لعل" في أمثال هذه المقامات مستعارة تمثيلًا، أي: عاملهم الله عز وجل معاملة من يرجو ويتوقع.
قوله: (قرئ: "يا أيه الساحر"؛ بضم الهاء): ابن عامر، والباقون: بفتحها. ووجهها: أنها كانت مفتوحة لوقوعها قبل الألف، فلما سقطت الألف لالتقاء الساكنين، أتبعت حركتها حركة ما قبلها، هكذا قاله في سورة "النور"، وقالوا: وجهه: أنه لما لزم هاء التنبيه "أي" المنادى صار معه كالشيء الواحد، فحذف ألفها، ثم جعل الهاء كجزء منه، فبنى "أيه" في النداء على الضم، كما قالوا: يا زيد.