{أَلْقِيا} خطاب من الله تعالى للملكين السابقين؛ السائق والشهيد، ويجوز أن يكون خطابًا للواحد على وجهين: أحدهما: قول المبرد: أن تثنية الفاعل نزلت منزلة تثنية الفعل لاتحادهم، كأنه قيل: ألق ألق، للتأكيد. والثاني: أنّ العرب أكثر ما يرافق
فإن قلت: لم لم يذكر إبدال {عَتِيدٌ} عن {مَا} إذا كانت موصوفة؟ قلت: الموصولة مع الصلة في تأويل المفرد، فجاز إبداله منه، ولا كذلك الموصوفة.
قوله:(فهو بدل): أي: {عَتِيدٌ} بدل من الموصول، قال صاحب "التقريب": ولإبهامه جاز إبدال النكرة منه.
قوله:(أو خبر بعد خبر): كقولهم: "القرآن كلام الله غير مخلوق"، فقولهم:"القرآن" مبتدأ، و"كلام الله" خبره، و"غير مخلوق" خبر آخر، لا أن يكون "كلام الله" بدلًا من قوله: "القرآن"، وفي كونهما خبرين فائدة، لأن معناه: القرآن كلام الله كما يقوله المحقون، لا مختلق كما يقوله المبلطون.
قوله:(ويجوز أن يكون خطابًا للواحد): التعريف في "الواحد" للعهد، والمعهود قوله:"أو ملك واحد جامع بين الأمرين".
قوله:(ألق ألق): قيل: وجهه أنه حذف الفعل الثاني، ثم أتى بفاعله وفاعل الفعل الأول على صورة ضمير الاثنين متصلًا بالفعل الأول.
قوله:(أكثر): مبتدأ، خبره محذوف، وقوله:"اثنين" مفعول "يرافق"، أي: أكثر مرافقة الرجل اثنين، حاصل هذا على الكوفي، أما المذهب السديد البصري: فـ"اثنين" حال سد مسد الخبر، أي: أكثر مرافقة الرجل حاصل إذا كانا اثنين، والجملة خبر "أن".