قلت: فالفاء على هذا للتعقيب، وفيه التفات، المعنى: كم أهلكنا قبلكم من قرن هم أشد منك بطشًا، فجربوا أنتم أنفسكم أن أتاكم عذاب من الله، أو ما كتب لكم من الأجل، فإنكم لا تجدون لكم ملجأ أو مخلصًا، أو سيروا في الأرض فهل ترون لتلك القرون محيصًا، حتى تؤملوا مثله لأنفسكم.
قوله:(ما مسها من نقب ولا دبر): أوله:
أقسم بالله أبو حفص عمر
"نقبت الإبل: إذا صارت فيها النقبة، وهي أول الجرب، وجمعها: نقب، ونقب البعير: إذا رقت أخفافه"، قاله الجوهري. هذا المعنى أقرب إلى المقصود، شكا بعضهم إلى عمر رضي الله عنه نقب إبله وعجزه عن الغزو عليها، فلم يصدقه عمر رضي الله عنه، فأنشد.