{وفِي الأَرْضِ آيَاتٌ} تدل على الصانع وقدرته وحكمته وتدبيره، حيث هي مدحوة كالبساط لما فوقها، كما قال:{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا}[طه: ٥٣]، وفيها المسالك والفجاج للمتقلبين فيها والماشين في مناكبها، وهي مجزأة؛ فمن سهل وجبل وبر وبحر، وقطع متجاورات؛ من صلبة ورخوة، وعذاة وسبخة؛ وهي كالطروقة تلقح بألوان النبات وأنواع الأشجار بالثمار المختلفة الألوان والطعوم والروائح تسقى بماء واحد،
لا يجد غنًى يغنيه ولا يفطن به فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس".
قوله:(لا ينمى له مال) يحتمل أن يتمسك به الشافعي، أي: له مال، ولكن لا ينمى، وأبو حنيفة: ليس له مال حتى ينمة، نحوه قوله:{وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر: ١٨].
قوله:(المحارف)، الجوهري: رجل محارف بفتح الراء: أي محدود محروم، وهو خلاف قولك: مبارك، ورجل محارف: أي منقوص الحظ لا ينمو له مال.
قوله:(وعذاه)، الأساس: أودية ذات عذوات، وهي الأرضون الطيبة التربة الكريمة النبات.
قوله:(وهي كالطروقة)، الجوهري: الطروقة الفحل: أنثاه، ويقال: ناقة طروقة الفحل: التي بلغت أن يضربها الفحل.