قوله:(تقول: زيدًا لم أضرب، ولا تقول: زيدًا ما ضربت) قال شارح "الهادي": يجوز تقديم منصوب الأفعال الناقصة الواجبة على اسمها بلا خاف، لأنها أفعال متصرفة واجبة، قال تعالى:{وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ}[الأعراف: ١٧٧] وهو دليل جواز تقديم الخبر، وأما ما أوله "ما" النافية وهي: ما زال، وما برح، وما فتئ، فمنع البصريون تقديم خبرها عليها، لأن النفي كالاستفهام له صدر الكلام، فلا يتقدم ما في حيزه عليه، وأجاز الكوفيون وابن كيسان؛ لأن الكلام إيجاب لدخول حرف النفي على الأفعال التي معناها النفي، ويجوز ذلك مع: لم ولا ولن؛ لأن لن ولم كالجزء من الفعل لاختصاصهما به، وأما "لا" فإنها كثيرة التصرف، تدخل على المعرفة والنكرة ويتخطاها العامل، وتعمل فيما بعدها، كقولك: خرجت بلا زاد، وعوقبت بلا جرم، فتعمل فيما قبلها، وقال أيضًا:"لا أفعل" نقيض "أفعل غدًا"، فكما جاز: زيدًا أرى غدًا، أو أراه، جاز: زيدًا لا أرى، ولا أراه، و"لم أفعل" نقيض: "سوف أفعل"، فكما جاز: أخاك سوف أزور، وسوف أزوره، جاز: أخاك لن أزور، ولن أزوره.
قوله:(ليس المسكين) عن البخاري ومسلم وأبي داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي