{فَالَّذِينَ كَفَرُوا} إشارة إليهم، أو أريد بهم كل من كفر بالله {هُمُ المَكِيدُونَ} هم الذين يعود عليهم وبال كيدهم، ويحيق بهم مكرهم. وذلك أنهم قتلوا يوم بدر. أو المغلوبون في الكيد، من كايدته فكدته.
قوله:({فَالَّذِينَ كَفَرُوا} إشارة إليهم) فيكون من وضع المظهر موضع المضمر للتسجيل على كفرهم، والدلالة على أنه الموجب للدمار، فالتعريف فيه للعهد، وعلى أن يراد بهم كل من كفر للجنس، فقوله:"أو المغلوبون في الكيد"، عطف على قوله:"هم الذين يعود عليهم وبال كيدهم" على طريقة النشر لإرادة أن التعريف إما للعهد أو الجنس.
قوله:(الكسف: القطعة)، الراغب: كسوف الشمس والقمر: استتارهما بعارض، وبه شبه كسوف الوجه والحال، فقيل: هو كاسف الوجه، وكاسف الحال، والكسفة: قطعة من السحاب والقطن، ونحو ذلك من الأجسام المتخلخلة الحائلة، وجمعها كسف. قال تعالى:{أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}[الإسراء: ٩٢] قال أبو زيد: كسفت الثوب أكسفه كسفًا، قطعته قطعًا.
قوله:(وهو جواب قولهم: {أَوْ تُسْقِطَ})، قال في ذلك المقام: "لما بين إعجاز القرآن وانضمت إليه المعجزات الأخر والبينات، ولزمتهم الحجة وغلبوا, أخذوا يتعللون باقتراح