لو أسقطناه عليهم لقالوا: هذا سحاب مركوم بعضه فوق بعض يمطرنا، ولم يصدقوا أنه كسف ساقط للعذاب. وقرئ:{حَتَّى يُلاقُوا} و (يلقوا)، (يصعقون): يموتون. وقرئ:{يُصْعَقُونَ}. يقال: صعقه فصعق، وذلك عند النفخة الأولى نفخة الصعق.
{وإنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} وإن لهؤلاء الظلمة {عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} دون يوم القيامة: وهو القتل ببدر، والقحط سبع سنين، وعذاب القبر. وفي مصحف عبد الله:(دون ذلك قريبا).
{لِحُكْمِ رَبِّكَ} بإمهالهم وما يلحقك فيه من المشقة والكلفة، {فَإنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} مثل، أي: بحيث نراك ونكلؤك. وجمع العين، لأن الضمير بلفظ ضمير الجماعة
الآيات، فعل المبهوت المحجوج المتعثر في أذيال الحيرة، فقالوا: لن نؤمن لرقيك حتى تفجر … " إلى آخر الآيات، وجيء هاهنا بجواب بعض الاقتراحات على سبيل التلميح ليؤذن بأنهم محجوجون مبهوتون، وأن طعنهم ذلك ليس إلا للعناد والمكابرة، ومن ثم رتب عليه قوله:{فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا} بالفاء.
قوله:(وقرئ: {يُصْعَقُونَ})، عاصم وابن عامر، والباقون: بفتح الياء، قال أبو البقاء: الفتح ماضيه: صعق، وقرئ بالضم ماضيه: أصعق، وقيل: صعق مثل سعد.
قوله:(مثل) يعني: أن قوله تعالى: {فَإنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} استعارة تمثيلية شبهت حالة كلائه وحفظه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحالة من يراقب الشيء بعينيه ويحفظه.
قوله:(لأ الضمير بلفظ [يضمر] الجماعة)، يعني: راعى المناسبة بين الجمعين، أعني العين وضمير الجماعة، وحين أفرد الضمير أفرد العين في قوله:{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}[طه: ٣٩]،