وفي رواية:"وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله؛ ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد، إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه".
وعن أحمد بن حنبل ومسلم وابن ماجة عن طلحة بن عبيد الله، قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخل، فقال:"ما يصنع هؤلاء"؟ قالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر مع الأنثى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أظن يغني ذلك شيئًا"، فأخبروا بذلك، فتركوه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"إن كان ينفعهم فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًا فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله بشيء فخذوا به، فإني لا أكذب عليه"، وفي رواية أحمد:"إذا كان شيئًا من أمر دنياكم فشأنكم به، وإذا كان شيئًا من أمر دينكم فإلي".
وفي رواية أخرى:"والظن يخطئ ويصيب"، والله أعلم
قوله:({شَدِيدُ القُوَى} ملك شديد قواه) الراغب: قال تعالى {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} يعني به جهل جبريل عليه السلام، ووصفه بالقوة عند ذي العرش، فأفرد اللفظ ونكره تنبيهًا على أنه إذا اعتبر بالملأ الأعلى فقوته إلى حد ما، وقوله:{عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى} فإنه وصف القوة بلفظ الجمع، وعرفها تعريف الجنس، تنبيهًا أنه إذا اعتبر بهذا العالم، وبالذين يعلمهم ويفيدهم هو كثير القوى عظيم القدرة.