خص الأفنان بالذكر- وهي الغصنة التي تتشعب من فروع الشجرة- لأنها هي التي تورق وتثمر، فمنها تمتد الظلال، ومنها تجتني الثمار.
وقيل: الأفنان: ألوان النعم؛ ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين. وقال:
ومن كل أفنان اللذاذة والصبا .... لهوت به والعيش أخضر ناصر
{عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} حيث شاؤوا في الأعالي والأسافل. وقيل: تجريان من جبل من مسك. وعن الحسن: تجريان بالماء الزلال: إحداهما التسنيم، والأخرى: السلسبيل.
{زَوْجَانِ}: صنفان. قيل: صنف معروف، وصنف غريب.
{مُتَّكِئِينَ} نصب على المدح للخائفين، أو حال منهم، لأن "من خافي" في معنى الجمع، {بَطَائِنُهَا مِنْ إسْتَبْرَقٍ} من ديباج ثخين، وإذا كانت البطائن من الاستبرق، فما ظنك بالظهائر؟ وقيل: ظهائرها من سندس. وقيل: من نور، {دَانٍ} قريب يناله القائم والقاعد والنائم. وقرئ:(وجنى) بكسر الجيم.
قوله:(وهي الغصنة) بكسر الغين المعجمة وفتح الصاد المهملة؛ جمع غصن.
قوله:(تجتنى الثمار)، الراغب: جنيت الثمرة واجتنيتها، والجنى والجني: المجتنى من الثمر والعسل، وأكثر ما يستعمل الجني فيها كان غضًا، قال تعالى:{تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}[مريم: ٣٥] وأجنى الشجر: أدرك ثمره، والأرض: كثر جناها، واستعير من ذلك جنى فلان جناية، كما استعير اجترم.
قوله:(إحداهما التسنيم)، الجوهري: هو اسم ماء في الجنة، سمي بذلك لأنه يجري فوق الغرف والقصور.