{فِيهِنَّ} في هذه الآلاء المعدودة من الجنتين، والعينين والفاكهة والفرش والجنى. أو في الجنتين، لاشتمالها على أماكن وقصور ومجالس، {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن: لا ينظرن إلى غيرهم. لم يطمث الإنسيات منهن أحد من الإنس، ولا الجنيات أحد من الجن، وهذا دليل على أن الجن يطمثون كما يطمث الإنس وقرئ:(لم يطمثهن) بضم الميم. قيل: هن في صفاء الياقوت، وبياض المرجان.
وصغار الدر أنصع بياضا. قيل: إن الحوراء تلبس سبعين حلة، فيرى مخ ساقها من ورائها كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء.
قوله:(وهذا دليل على أن الجن يطمثون)، الانتصاف: يشير بذلك إلى الرد على من زعم أن الجن المؤمنين لا ثواب لهم، وإنما جزاؤهم ترك العقوبة، وجعلهم ترابًا.
ووجهه أن الخطاب بقوله:{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} للجن والإنسان للامتنان عليهم، بحور موصوفات تارة بـ {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}، وأخرى بـ {مَّقْصُورَاتٌ فِي الخِيَامِ}، وبكونهن {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَانٌّ}، فالواجب أن يرد كل بما يناسبه.
قوله: (وقرئ: "لم يطمثهن" بضم الميم)، الكيائي، روى الواحدي عن الفراء: الطمث: الافتضاض، وهو النكاح بالتدمية.
قوله:(وصغار الدر أنصع بياضًا)، جواب عن سؤال مقدر، تقديره: لم عدل عن