{هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ} في العمل {إلاَّ الإحْسَانُ} في الثوب؟ وعن محمد بن الحنفية: هي مسجلة للبر والفاجر. أي: مرسلة، يعني: أن كل من أحسن أحسن إليه، وكل من أساء أسئ إليه.
[مِن دُونِهِمَا} ومن دون تينك الجنتين الموعودتين للمقربين، {جَنَّتَانِ} لمن دونهم من أصحاب اليمين.
{مُدْهَامَّتَانِ} قد ادهامتا من شدة الخضرة، {نَضَّاخَتَانِ} فوارتان بالماء. والنضخ أكثر من النضح، لأن النضح -غير معجمية- مثل الرش.
فإن قلت: لم عطف النخل والرمان على الفاكهة وهما منها؟
قلت: اختصاصا لهم وبيانا لفضلهما، كأنهما لما لهما من المزية جنسان آخران، كقوله تعالى:{وجِبْرِيلَ ومِيكَالَ}[البقرة: ٩٨] أو لأن النخل ثمرة فاكهة وطعام، والرمان فاكهة
اللؤلؤ والدر إلى المرجان، وهو أشرف من المرجان؟ وجوابه: القصد هاهنا إلى صفاء اللون لوقوعه مقارنًا للياقوت، وهو أنصع الجواهر حمرة، فينبغي أن يكون هذا أنصع اللآلئ بياضًا.
قوله:(مسجلة للبر والفاجر) أي مرسلة، يعني: مطلقة غير مقيدة، الجوهري عن الأصمعي: لم يشترط فيها بر دون فاجر، يقال: أسجلت الكلام، أي: أرسلته.
قوله:(قد ادهامتا من شدة الخضرة) الراغب: الدهمة: سواد الليل، ويعبر بها عن سواد الفرس، وقد يعبر بها عن الخضرة الكاملة اللون، ويعبر عن الدهمة بالخضرة إذا لم تكن كاملة اللون، وذلك لتقاربهما باللون.