وينصر هذا التأويل ما روينا عن البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه والدارمي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها، اقرؤوا إن شئتهم:{وظِلٍّ مَّمْدُودٍ}، ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب".
وفي رواية الترمذي:"إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها، هي شجرة الخلد".
الراغب: السدر: شجر قليل الغناء عند الأكل، ولذلك قال:{وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}[سبأ: ١٦]، وقد يخضد ويستظل به، فجعل ذلك مثلًا لظل الجنة في قوله:{سِدْرٍ مَّخْضُودٍ} لكثرة غنائه في الاستظلال به، وقوله تعالى:{إذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى}[النجم: ١٦] فأشار إلى مكان اختص النبي صلى الله عليه وسلم فيه بالإفاضة الإلاهية والآلاء الربوبية.
قوله:(لا يتعنون فيه) قال الزجاج: يعني بـ {مَاءٍ مَّسْكُوبٍ}: أنه ماء لا يتعبون فيه، ينسكب لهم كما يحبون.