{فِيهِ} في الفرج. وقرأ ابن مسعود:(فيها)، كما قرئ في سورة الأنبياء، والضمير للجملة، وقد مر لي في هذا الظرف كلام. ومن بدع التفاسير أن الفرج هو جيب الدرع، ومعنى (أَحْصَنَتْه): منعته جبريل، وأنه جمع في التمثيل بين التي لها زوج والتي لا زوج لها،
قوله:(وخصوصًا من عمله)، يريد أن قوله:{مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ} يجوز أن يكون من باب: أعجبني زيد وكرمه، ويجوز أن يراد: ونجني من نفس فرعون الخبيثة، ثم قيل خصوصًا:"من عمله"، وهو قريب من عطف الخاص على العام، وفيه: أن ذاته الخبيثة معدن كل شرً، وما ظهر منه من الكفر وعبادة الأصنام والظلم نعتان منه، وهذا أبلغ.
قوله:(وقد مر لي في هذا الظرف كلام) أي: في سورة الأنبياء، وذلك أن قوله:{فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا}[الأنبياء: ٩١] يدل على إحياء مريم، والمراد إحياء عيسى عليه السلام منها، والتقدير: ونفخنا الروح في عيسى منها، أي: أحييناه منها.
قوله: (ومعنى "أحصنته": منعته جبريل)، عطف على "أن الفرج"، وكذا قوله:"وأنه جمع في التمثيل" عطف عليه، والمعنى بالمنع قولها:{إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا}[مريم: ١٨]. وعن الواحدي رحمه الله تعالى:{أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}: حفظت فرجها ومنعتها عما