أو يوم يكشف عن ساق كان كيت وكيت، فحذف للتهويل البليغ، وأن ثم من الكوائن ما لا يوصف لعظمه. عن ابن مسعود رضي الله عنه: تعقم أصلابهم، أي ترد عظاما بلا مفاصل لا تنثني عند الرفع والخفض، وفي الحديث:"وتبقى أصلابهم طبقا واحدا"، أي: فقارة واحدة.
فإن قلت: لم يدعون إلى السجود ولا تكليف؟
قلت: لا يدعون إليه تعبدا وتكليفا، ولكن توبيخا وتعنيفا على تركهم السجود في الدنيا مع إعقام أصلابهم والحيلولة بينهم وبين الاستطاعة تحسيرا لهم وتنديما على ما فرطوا فيه حين دعوا إلى السجود، وهم سالموا الأصلاب والمفاصل، ممكنون مزاحوا العلل فيما تعبدوا به.
يقال: ذرني وإياه، يريدون: كله إلي، فإني أكفيكه، كأن يقول: حسبك إيقاعا به أن تكل أمره إلي وتخلى بيني وبينه، فإني عالم بما يجب أن يفعل به مطيق له، والمراد: حسبي مجازيا لمن يكذب بالقرآن، فلا تشغل قلبك بشأنه وتوكل علي في الانتقام منه، تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتهديداً للمكذبين.
قوله:(تعقم أصلابهم)، النهاية:"في حديث ابن مسعود: "[إن الله] يظهر للناس يوم القيامة، فيجر المسلمون للسجود، وتعقم أصلاب المنافقين فلا يسجدون"، أي: تيبس مفاصلهم ونصير مشدودة. والمعاقم: المفاصل".