هو إقسام بالأشياء كلها على الشمول والإحاطة، لأنها لا تخرج من قسمين: مبصر وغير مبصر. وقيل: الدنيا والآخرة، والأجسام والأرواح، والإنس والجن، والخلق والخالق، والنعم الظاهرة والباطنة، إن هذا القرآن {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}، أي: يقوله ويتكلم به على وجه الرسالة من عند الله {ومَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} ولا {كَاهِنٍ} كما تدعون، والقلة في معنى العدم، أي: لا تؤمنون ولا تذكرون البتة. والمعنى: ما أكفركم وما أغفلكم! {تَنزِيلٌ}، بيانا لأنه قول رسول نزل عليه {مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ}
قوله:(هو تنزيل، بيانًا)، "بيانًا": مفعول له لمحذوف، يريد:{تَنزِيلٌ} خبر مبتدأ محذوف؛ فالجملة مفصولة عن الأولى للبيان، لأن كونه قول رسول، لا يكون إلا تنزيلًا، لأن الرسول لا يتلكم من تلقاء نفسه.