وقرأ أبو السمال:"تنزيلا" أي: نزل تنزيلا. وقيل:"الرسول الكريم" جبريل عليه السلام، وقوله:{ومَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} دليل على أنه محمد صلى الله عليه وسلم، لأن المعنى على إثبات أنه رسول، لا شاعر ولا كاهن.
قوله:({ومَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ}، دليل على أنه محمد صلوات الله عليه، لأن المعنى على إثبات أنه رسول، لا شاعر ولا كاهن)، قال الإمام:"إنه تعالى ذكر في سورة "كورت" مثل هذا الكلام، والأكثرون على أن المراد منه جبريل عليه السلام، وهاهنا المراد محمد صلى الله عليه وسلم. قالوا: لأنه تعالى لما قال: {إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}، قال بعده: إنه ليس بقول شاعر ولا كاهن. والقوم ما كانوا يصفون جبريل بالشعر والكهانة، بل كانوا يصفون رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهذين الوصفين". وأما في سورة "كورت"، فلما قال:{إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}[التكوير: ١٩]، قال بعده:{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}[التكوير: ٢٥]، كأن المعنى: إنه لقول ملك كريم، لا قول شيطان رجيم. وعند هذا يتوجه سؤال: وذلك أن القرآن كلام الله المجيد، فكيف أسند تارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرى إلى جبريل عليه السلام؟ فيقال: إنه يكفي في صدق الإضافة أدنى سبب؛ فهو كلام الله المجيد، من حيث إنه تكلم به، وهو كلام جبريل، لأنه هو الذي أنزله من السماء، وهو كلام محمد، صلوات الله عليه، لأنه هو الذي أظهره للحق، ودعاهم إلى الإيمان به، وجعله حجة لنبوته.