(إلَى أَن تَزَكَّى) إلى أن تتطهر من الشرك، وقرأ أهل المدينة:(تزكى)، بالإدغام (وأَهْدِيَكَ إلَى رَبِّكَ) وأرشدك إلى معرفة الله أنبهك عليه فتعرفه، (فَتَخْشَى) لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة. قال الله تعالى:(إنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ)[فاطر: ٢٨] أي العلماء به، وذكر الخشية لأنها ملاك الأمر، من خشي الله: أتى منه كل خير
قوله:(لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة)، روى السلمي عن ابن عطاءٍ: الخشية أتم من الخوف؛ لأنها صفة العلماء، لقوله:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاؤُا}[فاطر: ٢٨]. وعن الواسطي:"أوائل العلم الخشية، ثم الإجلال، ثم التعظيم، ثم الهيبة، ثم الفناء". وعن بعضهم: من خاف مقام ربه علم قيام الله بأسبابه في دار الدنيا، وخاف من وقوفه في القيامة بين يديه، وقال: من تحقق الخوف ألهاه خوفه عن كل مفروح به، وألزمه الكمد إلى أن يظهر له الأمن من خوفه. وروى عن بزرجمهر: اعرفوا الله، فمن عرفه لم يقدر أن يعصيه طرفة عين.
قوله:(لأنها ملاك الأمر)، الأساس: ومن المجاز: هدأ ملاك الأمر، أي: قوامه وما يملك به، والقلب ملاك الجسد، وركب ملاك الطريق: وسطه.