قلت: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن ولده، أقسم ببلده الذي هو مسقط رأسه وحرم أبيه إبراهيم ومنشأ أبيه إسماعيل، وبمن ولده وبه.
فإن قلت: لم نكر؟
قلت: للإبهام المستقل بالمدح والتعجب.
فإن قلت: هلا قيل ومن ولد؟
قلت: فيه ما في قوله: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ)] آل عمران: ٣٦ [أي: بأي شيٍء وضعت، يعنى موضوعًا عجيب الشأن. وقيل: هما آدم وولده. وقيل: كل والٍد وولد.
والكبد: أصله من قولك: كبد الرجل كبدًا، فهو أكبد: إذا وجعت كبده وانتفخت، فاتسع فيه حتى استعمل في كل تعٍب ومشقة. ومنه اشتقت المكابدة، كما قيل: كبته بمعنى أهلكه. وأصله: كبده، إذا أصاب كبده.
قوله:(فيه ما في قوله {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}[آل عمران: ٣٦])، يعني: أوثر "ما" على "من" لإرادة الوصف، ليفيد في مقام المدح ما لا يكتنه كُنهه من التعظيم.