من يتوهم أن معنى وما يعلم تأويله إنه القرآن ويجعل التأويل بمعنى التفسير وقد وقع هذا للقتبي ورأيت عليًا بن سليمان أيضًا كذلك وقال في ذلك: قد تكلمت في التفسير الصحابة، قال أبو جعفر: وليس كذا تأول العلماء إنما قولهم على أن المعنى وما يعلم تأويل ما تشابه منه إلا الله فمنهم من جعل تشابه منه المنسوخ ولم يكن أحد يعلم ما ينسخ من القرآن إلا الله عز وجل، وعن نحو قيام الساعة، وقال جل وعز {يوم يأتي بعض آيات ربك} فلولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرفهم أنه طلوع الشمس من مغربها لما علمه أحد ممن خوطب به ولم يعلم أحدكم بينه وبين طلوع الشمس من مغربها فهذا مما لا يعلمه إلا الله جل وعز وليست الناس بحاجة إلى علمه.
وقالت طائفة من العلماء والراسخون في العلم يعلمون تأويله، وجعلوا التأويل بمعنى: تفسير القرآن فممن ثبت عنده هذا القول مجاهد كما قرئ على عبد الله بن أحمد بن عبد السلام عن أبي الأزهر حدثنا روح حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ويعلمون تأويله.
وممن قال بهذا محمد بن جعفر بن الزبير والربيع بن أنس وهو قول القتبي وعلي بن سليمان قال أبو جعفر: والقطع على قولهم إن شئت (والراسخون في العلم) على أن تجعل (يقولون) مستأنفًا، وإن شئت كان القطع (آمنا به) والقطع بعده {وما يذكر إلا أولوا الألباب} وبعده عن أبي حاتم {بعد إذ هديتنا وهب