وعز ذلك الروح إلى مريم فدخل فيها وكان منه عيسى وكلمها من تحتها، وقال غيره وروح منه لما كان جبريل صلى الله عليه وسلم هو الذي نفخ فيها بأمر الله كان الروح من الله جل وعز وقيل وروح منه أي حياة وقيل الروح الرحمة كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {فأما إن كان من المقربين فروح وريحان} فعيسى روح من الله أي ورحمة لمن أطاعه واهتدى به والقول الخامس أن يكون معطوفًا على المضمر في ألقاها أي وألقاها روح منه وهو جبريل كما قال جل وعز {نزل به الروح الأمين}{فآمنوا بالله ورسله} وقف عند الأخفش.
{ولا تقولوا ثلاثة} تمام عند نافع والأخفش وهو قول أحمد بن جعفر وقال نصير: أي ولا تقولوا هم ثلاثة يعني الإلهة {انتهوا خيرًا لكم} قال أبو عبد الله: تم الكلام وكذا قال القتبي قال: ولا يتم الكلام على انتهوا لأنه لم يأمرهم بالانتهاء فقط، قال أبو جعفر: وهذا قول حسن وإنما أمرهم بالانتهاء عن الكفر والدخول في الإيمان والمعنى فأتوا خيرًا لكم هذا مذهب سيبويه قال: لأنك إذا قلت انته فأنت تخرجه من شيء وتدخله في غيره في آخر وأنشد:
فواعديه سر حتى مالك = أو الربا بينهما أسهلا
والمعنى وأتى سهلا، وعن نافع {إنما الله إله واحد سبحانه} تم، وخولف في هذا لأن إن متعلقة بما قبلها والمعنى