للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلا.

قال أبو جعفر: واختلف أهل التفسير وأهل اللغة في (كلا) وفي الوقوف عليها وعلى ما بعدها وعلى ما قبلها، فأكثر أهل التفسير يقول معناه: حقًا، ومن أهل اللغة من يقول معناها: حقًا، ومن أهل اللغة من يقول معناها: إلا، وقد ذكر سيبويه أن (إلا) يعني (حقًا) فقد صار القولان متفقين.

فأما الوقوف ففيه خمسة أقوال: فمن النحويين من يقول لا يوقف على (كلا) في جميع القرآن لأنها جواب، والفائدة تقع فيما بعدها، وهو قول أبي العباس أحمد بن يحيى.

ومنهم من يقول يوقف على (كلا) في جميع القرآن.

قال أحمد بن جعفر: (عهدا كلا) هذا الوقف وكذلك كل (كلا) في القرآن إذا كانت مثلها.

ومنهم من قال يوقف على ما قبلها بكل حال.

والقول الخامس أن (كلا) تنقسم قسمين: أحدهما أن يكون ردعًا وزجرًا وهذا قول الخليل وأبو حاتم يقول بمعنى (إلا) فإذا كانت كذا كانت مبتدأ كقوله جل وعز {كلا والقمر} وكذا {كلا سوف تعلمون} ويكون ردعًا وزجرًا وردًا لكلام تقدم فيكون الوقوف عليها حسنًا كقوله جل وعز (أم اتخذ عند الرحمن عهدا كلا) قال أبو حاتم: أي لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهدًا.

قال أبو جعفر: وهذا من أحسن الأقوال وهو قول الخليل ثم أتبعه

[١/ ٤٠٤]

<<  <   >  >>