على ذلك الأخفش فقال: كلا ردع وزجر ثم أتبعه أبو حاتم وهو قول الفراء قال: كلا صلة بمنزلة سوف يعني التي لا يوقف عليها، قال ويكون بمنزلة (لا ونعم) وقول ابن سعدان كقول الفراء وهذا كله راجع إلى قول الخليل.
وأما قول من قال لا يوقف عليها في جميع القرآن فقول مخالف لأقوال المتقدمين وإن كان المعنى يصح بالوقوف عليها لم يمنع ذلك إلا لحجة قاطعة.
وأما من قال: الوقوف عليها في جميع القرآن فهو أقبح من ذلك، لأن قوله جل وعز (كلا والقمر) لا يعلم بين النحويين فيه اختلافًا إذ والقمر متعلق بكلا بما قبله من التنبيه وقوله جل وعز {حتى زرتم المقابر كلا} ليس هذا موضع وقف وكذا (ثم كلا) وكذا التالية.
وأما من قال: الوقوف على ما قبلها في جميع القرآن فقوله شاذ قبيح لا يجوز لأحد أن يقف على {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} قال لأنه لم يأت بما بعد القول فهذا ما لا يعرف معناه سواء كان قبله رأس آية أو غير ذلك.
فثبت أن كلا تنقسم قسمين كما قال الخليل ومن تابعه ويدلك على صحة ذلك ما روى عن جعفر بن محمد أنه سئل عن كلا لم لم تقع في السور المتقدمة؟ ، فقال معناها الوعيد والتهديد فلم تنزل إلا بمكة إبعادًا للكفار وقول الخليل نحو هذا وقال الأعشى:
كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم = إنا لأمثالكم يا قومنا قتل