منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم " فهذا التمام من الوقف ثم قال جل وعز " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " وهو كاف " والله واسع عليم " قطع تام وكذا " حتى يغنيهم الله من فضله "
فأما " والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا" قال أبو جعفر فبين الفقهاء في هذه الآية اختلاف يحتاج صاحب التمام إلى أن يعرفه.
فمن قال فكاتبوهم ندب ليس بحتم " وآتوهم من مال الله " حتم وجب أن يكون القطع الكافي على قوله " فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا " فهذا ندب عنده ثم ابتدا الإيجاب فقال" وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " وهذا قول الشافعي أن الول ندب وقال: مخير السيد على أن يضع عن عبده من المكاتبة.
ومن قال هما جميعا واجبان كان قطعه الكافي " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " فيمن قال إذا سأل العبد سيده المكاتبة وكان في العبد خير فعلى سيده أن يكاتبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكما روى معمر عن قتادة: أن سيرين أبا محمد سأل أنس بن مالك أن يكاتبه فأبى فعلاه عمر بن الخطاب بالدرة وقرأ عليه " فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا"
وروى عمر عن عطا الخراساني عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قول الله جل وعز " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " قال يسقط عنه الربع وممن قال المكاتبة