شيخ المذاهب إمام الفرق ناصر السنة، آخر المجتهدين مذكر الملوك والسلاطين، ورفع درجته في عليين وأناله منازل الأبرار والمتقين، ونفع ببركته ودعواته الإسلام والمسلمين، المملوك يخدم بسلام أرق من النسيم ويبث شوقًا عنده منه المقعد المقيم، ويتأسف على مشاهدة ذلك المحيا الوسيم ومفاكهته التي هي من الفوز العظيم، وينهى أنه لم يزل في سائر أوقاته متطلعًا إلى أخباره مترقبًا ما يرد من سوانحه وأوطاره راجيًا من الله تعالى أن لا يخليه من دعواته وأن يمده بيمنه وبركاته ويمتعه والإسلام كافة بطول بقائه وحياته وغير ذلك، فإن المملوك كلما بلغه بلاغة الجناب العالي وزواجره ونواهيه في طاعة الله وأوامره وقيامه في مصالح الاسلام واجتهاده وجهاده في الله حق جهاده رفع يده بالأدعية المباركة بطول بقائه، وأن يمده بمعونته وألطافه في صباحه ومسائه، فإنه ضاعف الله بركاته قد أحيا سنن هذه الملة، وكان ممن وصف في قوله تعالى الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله، وهذا بعض الكتاب المشار إليه فيما تقدم والله سبحانه وتعالى أعلم".
****
• قرمشي بن أقطون (....-٧٤٧) .
هو الأمير سيف الدين ابن الأمير علاء الدين الحاجب بمصر والشام.
قال الصفدي:" كان في صباه قد تنسك، وبحبال الآخرة تمسك، وامتنع من دخول الحمام، وأعرض عن لذات هذه الدنيا ورفض ما فيها من الحطام، وأخذ في مطالعة الأحاديث النبويه، والاقتفاء بسيرة السلف المرضيه، وتتلمذ للشيخ