قلت: أما انه يخوض في المعقول فيخطأ فهذا لا عيب عليه فيه إنما العيب أن يخطأ في الحق ويعاب المرء بجهله للحق لا بجهله للباطل ولذا قال الشيخ ابن تيمية:" قول القائل: (إن الصحابة - رضي الله عنهم - ماتوا وما عرفوا ذلك) فيه تفصيل وذلك أن هذا الكلام فيه حق وباطل فأما الباطل فهو مثل إثبات الجوهر الفرد وطفرة النظََّام وامتناع بقاء العرض زمانين ونحو ذلك فهذا قد لا يخطر ببال الأنبياء والأولياء من الصحابة وغيرهم وإن خطر ببال أحدهم تبين له أنه كذب فإن القول الباطل الكذب هو من باب ما لا ينقض الوضوء ليس له ضابط وإنما المطلوب معرفة الحق والعمل به وإذا وقع الباطل عرف أنه باطل ودفع"انتهى
وهكذا كانت حال الحافظ المزي والله أعلم.
وكان المزي من أصحاب الشيخ القدامى طلب معه العلم وسمع معه الحديث ويتأثر بطريقته السلفية وكان سائرًا عليه مناصرًا له في كل الأحيان ذابًا عنه مادحًا له حتى إنه قال:" ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه"، نقله ابن عبد الهادي.
وقال أبو الفتح ابن سيد الناس في سياق ترجمة المزي:" ولقد كان بين المزي وابن تيمية صحبة أكيدة، ومرافقة في السماع، ومباحثة واجتماع، وود وصفاء.