من أصغر العباد عبد الله بن حامد إلى الشيخ الإمام العالم العامل، قدوة الأفاضل والأماثل، مجمل المجالس والمحافل، المحامي عن دين الله، والذاب عن سنة رسول الله، والمعتصم بحبل الله، الشيخ المبجل المكرم أبي عبد الله، أسبغ الله عليه نعمه، وأيد بإصابة الصواب لسانه وقلمه، وجمع له بين السعادتين، ورفع درجته في الدارين بمنه ورحمته:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أما بعد) فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ثم وافاني كتابك، وأنا إليك بالأشواق ولم أزل مسائلًا ومستخبرًا الصادر والوارد عن الأنباء، طاب مسموعها وسرَّ ما يسرُّ منها، وما تأخر كتابي عنك هذه المدة مللًا ولا خللًا بالمودة ولا تهاونًا بحقوق الإخاء حاشى لله أن يشوب الأخوة في الله جفاء،
ولا أزال أتعلل بعد وفاة الشيخ الإمام إمام الدنيا -رضي الله عنه- بالاسترواح إلى أخبار تلامذته وإخوانه وأقاربه وعشيرته والخصيصين به لما في نفسي من المحبة الضرورية التي لا يدفعها شيء على الخصوص لما اطلعت على مباحثه واستدلالاته التي تزلزل أركان المبطلين، ولا يثبت في ميادينها سفسطة المتفلسفين، ولا يقف في حلباتها أقدام المبتدعين من المتكلمين.
وكنت قبل وقوفي على مباحث إمام الدنيا -رحمه الله- قد طالعت مصنفات المتقدمين، ووقفت على مقالات المتأخرين من أهل الفلسفة ونظار أهل الإسلام، فرأيت منها الزخارف والأباطيل والشكوكات التي يأنف المسلم الضعيف في الإسلام أن يخطرها بباله فضلًا عن القوي في الدين، فكان يتعب