أتى بكتابِ اللهِ والسنَّةِ التي ... علت وارتقت حقًا على كلِّ ملةِ
أتى بأحاديثِ الرسولِ وشرحِهَا ... وعمن رواها بالمتونِ الصحيحةِ
أتى بعلومِ العالمينَ جميعِهَا ... بزهدٍ وتأييدٍ ودينٍ وقوةِ
أتى بأصولِ الدينِ والفقهِ مجملا ... وفصَّلها تفصيلَ من غيرِ شبهةِ
أتانا بأحوالِ الرسولِ حقيقةً ... وسيرتِهِ تسمو على كلِّ سيرةِ
أتانا بأحوالِ الصحابةِ كلِّهم ... والتابعينَ الملةِ المستقيمةِ
أتانا بأوصافِ الأئمةِ كلِّها ... وصنَّف كتبًا في صفاتِ الأئمةِ
أتانا بوصفِ الصالحين وحالِهم ... وما هم عليه من جميلِ العقيدةِ
وعلَّمنا شرعَ الرسولِ ودينَهُ ... بأفصحِ ألفاظٍ وأصدقَ لهجةِ
وأعلمنا أن النجاةَ من الهوى ... تمسكُنَا بالسُّنَّةِ النبويةِ
وحذرنا من كل زيغٍ وبدعةٍ ... وعن كلِّ طاغٍ خارجٍ عن محجَّةِ
وناظرَ أربابَ العقائدِ كلَّهم ... وبيَّن من قد ضلَّ من كلِّ فرقةِ
وردَّ على أهلِ الضلالِ جميعِهم ... بأوضحِ برهانٍ وأبلغِ حجةِ
وبيَّن تكذيبَ اليهودِ وخبثَهم ... وما بدَّلوا في الملةِ الموسويةِ
وأخبرهم عن سرِّ أسبابِ كفرِهم ... فتعسًا لهم من أمةٍ غضبيَّةِ
وأظهر أيضًا للنصارى ضلالَهم ... وما أحدثوا في الملةِ العيسويةِ
وباحثَهم حتى تبينَ أنهم ... سكارى حيارى بالطباعِ الخبيثةِ
وردَّ على كتبِ الفلاسفةِ الأولى ... بمنقولِ أحكامٍ ومعقولِ حكمةِ
وقرر إثباتَ النبواتِ عندهم ... وجال عليهم كرةً بعدَ كرةِ
وردَّ على جهمٍ وجعدِ بنِ درهمٍ ... وبشرِ المريس عمدةِ الجهميّةِ
زنادقةٌ كم أهلكوا من عوالمٍ ... بسوءِ اعتقاداتِ النفوسِ السقيمةِ