فانظر إلى عبرتي وارحم صبا جسدي ... يا راحمَ الخيرِ يا باري البرياتِ
ما زال مفتقرًا في بابَ سيِّدِهِ ... ما زال مبتليًا بالإمتحاناتِ
يهدي لسنّتِهِ يفتي بشرعتِهِ ... يرعى لحرمتِهِ في كلِّ ساعاتِ
قطبُ الزمانِ وتاجُ النّاسِ كلهمو ... روحُ المعاني حوى كلَّ العباداتِ
حبرُ الوجودِ فريدٌ في معارفِهِ ... أفنى بسيفِ الهدى أهلِ الضلالاتِ
حوى من المصطفى علمًا ومعرفةً ... وجاءه منه إمدادُ النّوالاتِ
ما جاء سائلٌ إلا ويمنحُهُ ... إمّا بجودٍ وإمّا بالمداراةِ
ماذا أقولُ وقولي فيه منحصرٌ ... في وصفِ أخلاقِهِ كلَّت عباراتي
في علمه ما علمنا من يناسبُهُ ... إلا أئمتَنَا أهلَ العناياتِ
في زهدِهِ ما سمعنا من يشاكلُهُ ... إلا رجالٌ مضوا أهلُ الكراماتِ
في جودِهِ ما وجدنا من يماثلُهُ ... غيرَ البرامكِ كانوا في سعاداتِ
يجودٍ وهو فقيرٌ إن ذا عجبٍ ... هو الذي ما سمعنا في الحكاياتِ
تلوح شمسُ المعالي في شمائلِهِ ... وفي صفا وجهِهِ نورُ الهداياتِ
بحرُ المعارفِ تاهوا في بدايتِهِ ... أهلُ المعاني وأربابُ النهاياتِ
قطبُ الحقائقِ حاروا في فضائلِهِ ... أهلُ التصوفِ أصحابُ الرِّياضاتِ
أعجوبةُ الدهرِ فردٌ في فضائلِهِ ... علامةُ الوقتِ في الماضي وفي الآتي
والهفَ قلبي على من كان يجمعُنا ... على فنونِ المعاني والإشاراتِ
فارقت من كان يرويني برؤيته ... إذ تبدى بدى سرُّ العباداتِ
يروي الأحاديثَ عن سكانِ كاظمةٍ ... فيَطْرَبُ الكونُ من طِيبِ الرواياتِ
ويطنبُ الذكرُ في إحسانِ حسنِهِمُ ... فيرقصُ القلبُ شوقًا نحوَ ساداتِ
أفضى إلى اللهِ والجناتُ مسكنُهُ ... عليه من ربِّه أزكى تحياتِ