قَالَ: فَأَنْشَأَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَخُو بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ.
قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ» .
قَالَ: فَأَنْشَأَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ» .
قَالَ: ثُمَّ قَالَ يَوْمَئِذٍ: «أَرْجُو اللَّهَ أَنْ يَكُونَ مَنْ تَبِعَنِي مِنْ أُمَّتِي رُبْعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ» .
قَالَ: فَكَبَّرْنَا.
ثُمَّ قَالَ: «أَرْجُو اللَّهَ أَنْ تَكُونُوا الثُّلُثَ» .
قَالَ: ثُمَّ كَبَّرْنَا.
ثُمَّ قَالَ: «أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا الشَّطْرَ» .
ثُمَّ قَرَأَ: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ {٣٩} وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ {٤٠} } [الواقعة: ٣٩-٤٠] .
فَذَكَرَ لَنَا: أَنَّ رِجَالا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تَرَاجَعُوا بَيْنَهُمْ فَقَالُوا: مَا تَرَوْنَ أَتَرَوْنَ عَمَلَ هَؤِلاءِ السَّبْعِينَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ حَتَّى صَيَّرُوهُمْ أَنَّهُمْ نَاسٌ وُلِدَوا فِي الإِسْلامِ ثُمَّ لَمْ يَزَالُوا حَتَّى مَاتُوا عَلَيْهِ.
قَالَ: فَمَا حَدِيثُهُمْ حَتَّى بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنْ هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ وَلا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» .
قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ: «إِنِ اسْتَطَعْتُمْ - فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي - أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ؛
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute