ولو سميت رجلاً بضربٍ لقلت: ضربون وضروبٌ، لأنه قد صار اسماً بمنزلة عمروٍ، وهم قد يجمعون المصادر فيقولون: أمراضٌ وأشغالٌ وعقولٌ، فإذا صار اسماً فهو أجدر أن يجمع بتكسير.
وإن سميته بربة، في لغة من خفَّف فقال: ربة رجلٍ فخفف، ثم جمعت قلت: رباتٌ وربون في لغة من قال: سنون. ولا يجوز ظبون في ظبةٍ؛ لأنَّه اسمٌ جمع ولم يجمعوه بالواو والنون. ولو كانوا كسَّروا ربة وامرأً أو جمعوه بواو ونون فلم يجاوزا به ذلك لم تجاوزه، ولكنَّهم لمَّا لم يفعلوا ذلك شبَّهاه بالأسماء.
وأما عدةٌ فلا تجمعه إلاَّ عداتٌ. لأنَّه ليس شيء مثل عدةٍ كسر للجمع، ولكنك إن شئت قلت: عدون إذا صارت اسما كما قلت: لدون.
ولو سميت رجلا شفةً أو أمةً ثم قلت: آم في الثلاثة إلى العشرة، وأمَّا في الكثير فإماء، ولقلت في شفةٍ: شفاهٌ.
ولو سمّيت امرأة بشفةٍ أو أمةٍ ثم كسّرت لقلت: آمٍ، وشفاهٌ وإماءٌ، ولا تقل: شفاتٌ ولا أماتٌ، لأنَّهن أسماء قد جمعن، ولم يفعل بهن هذا. ولا تقل إلاَّ آمٍ في أدنى العدد؛ لأنه ليس بقياس. فلا تجاوز به هذا؛ لأنَّها أسماء