وتقول: هذا أبو عمرو بن العلاء؛ لأنَّ الكنية كالاسم الغالب. ألا ترى أنَّك تقول: هذا زيد بن أبي عمروٍ، فتذهب التنوين كما تذهبه في قولك: هذا زيد بن عمروٍ؛ لأنَّه اسمٌ غالب. وتصديق ذلك قول العرب: هذا رجل من بني أبي بكرٍ بن كلابٍ. وقال الفرزدق في أبي عمرو بن العلاء:
ما زلْتُ أُغلِقُ أبوابا وأفتَحُها ... حتَّى أتيتُ أبا عَمْرِو بنَ عَمّارِ
وقال:
فلم أَجْبُنْ ولم أَنْكُلْ ولكنْ ... يَمَمْتُ بها أبا صَخْرِ بن عمر
وقال يونس: من صرف هنداً قال: هذه هندٌ بنت زيدٍ، فنون هنداً؛ لأن هذا موضع لا يتغيَّر فيه الساكن، ولم تدركه علة. وهكذا سمعنا من العرب.
وكان أبو عمرو يقول: هذه هند بنت عبد الله فيمن صرف، ويقول: ولمَّا كثر في كلامهم حذفوه كما حذفوا لا أدر، ولم يك، ولم أبل، وخذ وكل، وأشباه ذلك، وهو كثير.