للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بناء لم يكسَّر عليه واحده. وذلك قولهم: ثلاثة رجلةِِ، واستغنوا بها عن أرجالٍ.

وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلاً فهو بمنزلة الفعل؛ لأنه قليلٌ مثله، وهو قولك: عنقٌ وأعناقٌ، وطنبٌ وأطنابٌ، وأُذُنٌ وآذانٌ.

وما كان على ثلاثة أحرف وكان فُعلاً فانَّ العرب تكسره على فعلانِِ، وإن أرادوا أدنى العدد لم يجاوزوه واستغنوا به كما استغنوا بأفعل وأفعال فيما ذكرت لك فلم يجاوزه في القليل والكثير. وذلك قولك: صردٌ وصردانٌ، ونغرٌ ونِغرانٌ، وجُعلٌ وجِعلانٌ، وخُززٌ وخزَّّانٌ. وقد أجرت العرب شيئاً منه مجرى فعلِِ، وهو قولهم: ربعٌ وأرباعٌ، ورطبٌٌ وأرطابٌ، كقولك: جملٌ وأجمالٌ.

وقد جاء من الأسماء اسم واحد على فعلِِ لم نجد مثله، وهو إبلٌ، وقالوا: آبالٌ، كما قالوا: أكتافٌ. فهذه حال ما كان على ثلاثة أحرف وتحركت حروفه جُمع. وقال الراجز:

فيها عَيايِيلُ أسودٌ ونُمُرْ.

ففعل به ما فعل بالأسد حين قال: أُسدٌ.

وما كان على ثلاثة أحرف وكان فعلاً فإنه إذا كُسّر على ما يكون لأدنى العدد كُسّر على أفعالِِ، ويجاوزون به بناء أدنى العدد

<<  <  ج: ص:  >  >>