وهكذا لا يوجد سبب يدعو للافتراض بأنّ وثائق العهد القديم لم تتعرّض للأنواع العادية من الفساد النسخي، على الأقل في الفترة التي سبقت اعتبارها أسفارا مقدّسة.
لقد كتبت أسفار العهد القديم على طول الفترة من القرن ١١ ق م إلى ١ ق م.
وأخذ (العهد القديم) صورته النهائية في القرن الأول ميلادي.
وعلى مدى القرون الطويلة التي كتبت فيها أسفار العهد القديم نجد أنّ نصوصه قد نسخت مرارا وأعيدت كتابتها باليد. ولقد حدثت أخطاء في عملية النسخ، وكان يحدث أحيانا أنّ بعض المواد التي كتبت على هامش النصّ تضاف إليه.
ولقد أكّد اكتشاف وثائق البحر الميت ضرورة إدخال بعض التغييرات على النسخة العبرية الحديثة، في سفر إشعياء. "
أما فيما يتعلّق بالعهد الجديد فقد جاء في الموسوعة البريطانية (الطبعة ١٢) المجلد الثالث ص ٦٤٣ أنّه باستثناء الرسائل الأربع الكبرى لبولس فإنّ بقيّة أسفار العهد الجديد قد تعرّضت للأخذ والردّ والتحريف.
من صور التحريف: لقد عبثت أيادي النساخ ورجال اللاهوت بأسفار" الكتاب المقدس" حتى نالت قلب العقيدة النصرانية بالتبديل والتحريف.. وكلنا يعلم ما أجمع عليه كبار النقاد من أنّ الحجة الوحيدة على كتابية عقيدة التثليث، وهي التي جاءت في رسالة يوحنا الأولى ٥: ٧: " فإن هناك ثلاثة شهود في السماء، الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد. " هي زيادة تحريفية في النص وهي كما جاء في التعليق المعروف على الكتاب المقدس =Peake s Commentary of the Bible =قد أدخلت في الرسالة الأولى ليوحنا في آخر القرن الرابع ميلادي. وقال المنصّر المعروف جون جلكرايست في ردّه على الشيخ أحمد ديدات، في كتابه" نعم الكتاب المقدس كلام