للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيما كنت أتأمّل القرون إذا يقرن آخر صغير نبت بينها، واقتلعت ثلاثة قرون من أمامه، وكان في هذا القرن عيون كعيون الإنسان وفم ينطق بعظائم.

وفيما كنت أنظر، نصبت عروش واعتلى الأزليّ كرسيّه وكانت ثيابه بيضاء كالثلج، وشعر رأسه كالصّوف النّقيّ، وعرشه لهيبا متوهّجأ وعجلاته نارا متّقدة.

ومن أمامه يتدفق ويجري نهر من نار، وتخدمه ألوف ألوف الملائكة، ويمثل في حضرته عشرات الألوف. فانعقد مجلس القضاء وفتحت الأسفار.

وبقيت أراقب القرن من جراء ما تفوّه به من عظائم، حتّى قتل الحيوان وتلف حسمه وطرح وقودا للنّار.

أمّا سائر الحيوانات فقد جردت من سلطانها، ولكنّها وهبت البقاء على قيد الحياة لزمن ما.

وشاهدت أيضا في رؤى اللّيل وإذا يمثل ابن الإنسان مقبلا على سحاب حتّى بلغ الأزليّ فقرّبوه منه.

فأنعم عليه بسلطان ومجد وملكوت لتتعبّد له كلّ الشعوب والأمم من كل لسان. سلطانه سلطان أبديّ لا يفنى، وملكه لا ينقرض. " (سفر دانيال ٧: ٢- ١٤)

ويقول دانيال في تفسير هذه النبوءة: " أمّا أنا دانيآل فقد ران الحزن على روحي في داخلي وروّعتني رؤى رأسي.

فاقتربت من أحد الواقفين أستفسر منه حقيقة الأمر، فأطلعني على معنى الرّؤيا قائلا:

" هذه الحيوانات الأربعة العظيمة هي أربعة ملوك يظهرون

<<  <   >  >>