للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الأرض غير أن قديسي العليّ يستولون على المملكة ويتملّكونها إلى أبد الآيدين.

حينئذ أردت أن أطّلع على حقيقة الحيوان الرّابع الّذي كان يختلف عن سائر الحيوانات، إذ كان هائلا جدّا ذا أسنان من حديد ومخالب من نحاس، وقد افترس وسحق وداس ما تبقى برجليه.

وعن القرون العشرة النّامية في رأسه، وعن القرن الآخر الصّغير الّذي نبت، فاقتلعت أمامه ثلاثة قرون. هذا القرن ذو العيون النّاطق بالعظائم ومنظره أشدّ هولا من رفاقه وقد شهدت هذا القرن يحارب القديسين ويغلبهم..

إلى أن جاء الأزليّ وانعقد مجلس القضاء الّذي فيه تبرّأت ساحة قديسي العليّ، وأزف الوقت الّذي فيه امتلكوا المملكة.

فأجاب: إنّ الحيوان الرّابع هو رمز للمملكة الرّابعة على الأرض، وهي تختلف عن سائر الممالك لأنّها تستولي على كلّ الأرض وتخضعها وتسحقها.

أمّا القرون العشرة من هذه المملكة فهي عشرة ملوك يتولّونها، ثمّ يقوم بعدهم ملك آخر يختلف عن الملوك السّالفين، ويخضع ثلاثة ملوك،

ويعيّر العليّ وينكل بقديسيه، ويحاول أن يغيّر الأوقات والقوانين، فيذلّ القديسين ثلاث سنوات ونصف السّنة

ولكن ينعقد مجلس القضاء، فيجرّد من سلطانه فيدمّر ويفنى إلى المنتهى وتوهب المملكة والسّلطان وعظمة الممالك القائمة تحت كل السّماء إلى شعب قديسي العليّ، فيكون ملكوت العليّ ملكوتا أبديا، وتعبده جميع السّلاطين

<<  <   >  >>