للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا يظهر بحقيقتها، لذا أمر بإحضار الكهنة والمنجمين من أقاليم المملكة وسألهم عن الرؤيا وتأويلها. فقالوا له اذكرها لنا حتى نبين تأويلها، فأمر بقتلهم جميعا.

وكان دانيال من ضمن هؤلاء، فاستمهل الملك في أمرهم، ورغب إلى الله تعالى في اطلاعه على الرؤيا وتأويلها، فأطلعه الله تعالى عليها فجاء إلى نبوخذ نصر وقال له:

" رأيت أيّها الملك وإذا بتمثال عظيم ضخم كثير البهاء واقفا أمامك وكان منظره هائلا.

وكان رأس التمثال من ذهب نقي، وصدره وذراعاه من فضّة، وبطنه وفخذاه من نحاس، وساقاه من حديد، وقدماه خليط من حديد ومن خزف.

وبينما أنت في الرّؤيا انقض حجر لم يقطع بيد إنسان، وضرب التمثال على قدميه المصنوعتين من خليط الحديد والخزف فسحقهما،

فتخطم الحديد والخزف والنّحاس والفضة والذهب معا، وانسحقت وصارت كعصافة البيدر في الصّيف، فحملتها الريح حتّى لم يبق لها أثر. أمّا الحجر الّذي ضرب التمثال فتحوّل إلى جبل كبير وملأ الأرض كلّها.

هذا هو الحلم. أمّا تفسيره فهذا ما نخبر به الملك:

أنت أيّها الملك هو ملك الملوك، لأنّ إله السّموات أنعم عليك بمملكة وقدرة وسلطان ومجد، وولّاك وسلّطك على كلّ ما يسكنه أبناء البشر ووحوش البر وطيور السّماء. فأنت الرأس الّذي من ذهب.

<<  <   >  >>