للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن تيمية نوّر الله قبره زعمهم السقيم ورأيهم الفطير قائلا في" الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح": " فهذا نعت محمد لا نعت المسيح فهو الذي بعث بشريعة قوية ودق جميع ملوك الأرض وأممها حتى امتلأت الأرض منه ومن أمته في مشارق الأرض ومغاربها وسلطانه دائم لم يقدر أحد أن يزيله كما زال ملك اليهود وزال ملك النصارى عن خيار الأرض وأوسطها. "

ونقول أيضا: إنّ طبيعة دعوة المسيح لا تسمح بالتحريض على تحطيم الامبراطورية الرومانية، فهي لم تدع إلى إقامة دولة أو إنشاء إمبراطورية، كما أنّ أناجيل النصارى لا تضمّ تصورا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا لدولة المسيح وشعبها.. بخلاف ما جاء في قرآن نبيي الإسلام صلى الله عليه وسلم وسنته من تفصيل لجميع نواحي الدولة التي تحكم بالوحي!

ولكن يصرّ القس" بسيط" على أنّ ما جاء في سفر دانيال هو بشارة ب" يسوع المخلّص" الذي ولد أيام الإمبراطورية الرومانية، والذي تبنّت هذه الإمبراطورية" ملّته" منذ القرن الرابع.

وأضاف قائلا: " وكانت الإمبراطورية الرومانية أكثر استمرارية من الإمبراطوريات التي سبقتها، فقد دامت واستمرّت ٥٠٠ سنة كإمبراطورية موحّدة وغير منقسمة، سواء عند ما كانت وثنية أو بعد ما تحولت إلى المسيحية، واستمرت بقسميها الشرقي والغربي إلى سنة ١٤٥٣ م عند ما استولى الأتراك على القسطنطينية، واستمر القسم الغربي المسيحي منها من خلال بقية دول أوربا حتى اليوم، وهذه الدول نقلت حضارتها وديانتها المسيحية وجزء كبير من شعبها إلى الأمريكتين واستراليا بعد اكتشافها، حتى صاروا كجزء منها، بل ونقلوا حضارتهم وديانتهم المسيحية إلى كل المسكونة. ولم تتوقف المسيحية عن الانتشار بظهور الإسلام حتى يمكن أن يقال أنه حل

<<  <   >  >>