للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في القرن الثاني الميلادي والقديس هيبوليتوس في القرن الثالث والقديس جيروم في القرن الرابع وذهبي الفم في القرن الرابع أيضا (٣٤٧ م- ٤٠٣ م) ، ويقول أحد المفسّرين ويدعى جوزيف ميدى =Joseph Mede اعتقدت الكنيسة اليهودية قبل زمن مخلصنا أنّض الإمبراطورية الرابعة في سفر دانيال هي الإمبراطورية الرومانية، وهذا المعتقد تسلّمه تلاميذ الرسل وكل الكنيسة المسيحية لمدة ٣٠٠ سنة".

ثم رأى نبوخذ نصر حجرا انقطع من جبل عظيم من غير قاطع، فضرب ذلك التمثال على قدميه اللتين هما من حديد وخزف، وكانت الضربة من القوة حتى أنه قد تفتت التمثال كلّه بذهبه وفضّته ونحاسه وحديده وخزفه، وصار هشيما ورفاتا عصفت به الريح، فلم ير له أثرا، أما الحجر الذي هشّم التمثال فصار جبلا عظيما عاليا امتلأت منه الأرض كلّها.

ويرمز بالحجر هنا إلى دولة الإسلام التي اصطدمت في بداية توسعها بالدولة الرومانية التي بسطت سلطانها على المملكة الإغريقية، وبالدولة الفارسية التي بسطت سلطانها على مملكة بابل، وكانت ضربة الدولة الإسلامية لهما من القوّة حتى تلاشت الدولتان كعاصفة البيدر في الصيف.

وتتوسع الدولة الإسلامية على حساب هاتين المملكتين حتى تعمّ الأرض المعمورة بهما.. وتفسير دانيال للرؤيا صريح في أنّ الدولة الإسلامية هي التي سيقيمها الله تعالى محلّ هذه الممالك والدول، وهي دولة باقية ودائمة إلى يوم القيامة ولا تدع لغيرها سلطانا على الناس والأرض، ولذلك ختمت الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلّم تنبيها على قفل النبوّة، وإيذانا بأنه لا حكم إلا لشريعة الإسلام.. ولا ملك إلا لدولته.

يدّعي النصارى أنّ هذه النبوءة هي خاصة بالمسيح.. وينكر عليهم شيخ الإسلام

<<  <   >  >>