للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مملكة فارس" (سفر الأخبار الثاني ٣٦: ٢٠) ، وكما يقول القديس هيبوليتوس أيضا. "

" الإمبراطورية الثالثة (اليونان ٣٣١- ٣٢٣ ق م) : " ومملكة ثالثة أخرى من نحاس فتتسلّط على كل الأرض" (دانيال ٢: ٣٩) .

هذه المملكة أو الإمبراطورية الثالثة مذكورة بالاسم في سفر دانيال النبي وأنها ستخلف مادى وفارس" والتيس العافي" الذي هزم الكبش الذي يرمز إلى مادي وفارس" ملك اليونان" (دانيال ٨: ٢١) ، وهذا ما قال به القديس هيبوليتوس، والقديس جيروم وغيره من المفسّرين. "

الإمبراطورية الرابعة (روما ٥٨ ق م- ٤٧٦ م) : " وتكون مملكة رابعة صلبة كالحديد لأنّ الحديد يدق ويسحق كلّ شيء.

وكالحديد الّذي يكسّر تسحق وتكسّر كل هؤلاء" (دانيال ٢: ٤٠) ، ويشير الحديد إلى القوة الصلبة الجبارة التي لا تقهر، وهو يسحق ويفنى كل ما عداه من معادن أخرى، كما يشير إلى السيادة والتسلط. وقد رمز بالحديد هنا إلى المملكة الرومانية لقوتها الشديدة التي سحقت بها كل إمبراطوريات التي سبقتها. وقد قارن أحد الكتاب القدماء الإمبراطورية الرومانية بإمبراطوريات العالم العظيمة التي سبقتها، وقد برهن على أنّ الإمبراطورية الرومانية كانت أكثر قوة وأكثر سيادة من كل الممالك التي سبقتها. فقد سحقت هذه الإمبراطورية بغزواتها الكثيفة في أوربا وآسيا وأفريقيا وكسرت كل الأمم التي كانت ما تزال محتفظة بعناصر السلالات الآشورية البابلية والمادية الفارسية واليونانية الماضية. وقد عرفت الجيوش الرومانية بالجيوش الحديدية، واستخدم دانيال النبي كلمة" حديد" في وصف هذه الإمبراطورية ١٤ مرة. ومن ثمّ اعتقدت الكنيسة منذ فجرها بأنّ هذه الإمبراطورية هى الإمبراطورية الرومانية، وكان هذا هو رأى أقدم الآباء الذين وصلتنا كتاباتهم عن سفر دانيال؛ مثل القديس إيريناؤس

<<  <   >  >>