للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من يقع عليه الحجر يسحقه سحقا: إذا توجّه هذا النبي وأتباعه لغزو قوم، هزموهم وحطّموا دولتهم وسحقوا إفكهم.

هذه الرموز ناطقة بالحقيقة، مصرّحة بصورة ليس فيها التباس أنّ هذا المثل هو بشارة بمحمد صلى الله عليه وسلّم وبأمّته، وما هو بحديث من عيسى عليه السلام عن نفسه.

أمّا أنّ هذا المثل ما هو إلا بشارة بمحمد صلى الله عليه وسلّم فإنّ شخوصه وأحداثه، تفاصيلها وتسلسلها، يكشفان أنّ الحديث هو عن خاتم النبيّين وأمّته، مما يجعل كلّ زعم مخالف لذلك مجرّد لغو وافتراء على هذا المثل الإنجيلي.

الشرح الواقعي لمثل" المزارعين القتلة":

أرسل الله سبحانه (ربّ البيت) إلى بني إسرائيل (المزارعين) أنبياءه (عبيده) بالشرائع والعقائد وطالبهم بالالتزام بها (لأخذ أثماره) ، لكنّ بني إسرائيل (المزارعون..

القتلة) قبضوا على هؤلاء الأنبياء (العبيد) فضربوا البعض وقتلوا البعض ورجموا البعض الآخر بالحجارة. ثم أرسل الله سبحانه (ربّ البيت) أنبياء آخرين (عبيدا آخرين) إلى بني إسرائيل (المزارعين) ففعل بهم بنو إسرائيل ما فعلوا بالسابقين. وأخيرا أرسل الله نبيّه الحبيب عيسى (إبنه!) وأيّده بالمعجزات الباهرة التي تؤكد صلته بالله سبحانه مما من شأنه أن يكبح جماح الترعة الدموية عند بني إسرائيل (قائلا: سيهابون إبني) لكنّ بني إسرائيل لم يترددوا في استئناف إشباع نهمتهم المرضية لسفك دماء الأنبياء قائلين لبعضهم: هذا هو المسيح، وقد ظنوا بعد تحريفهم لصفات هذا المسيح أنه سيكون صاحب سلطة دنيوية تخضع له بسببها الشعوب (هذا هو الوريث) تآمروا فيما بينهم لقتله (تتناقض الأناجيل في هذه النقطة، ففي إنجيل متّى ٢١: ٣٩ وإنجيل لوقا ٢٠: ١٥ جاء أنّ المزارعين قد أخذوا الإبن خارج" الكرم" ثم قتلوه، في حين

<<  <   >  >>