للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- جليّ أنّ" الابن" الذي هو عيسى قد جاء قبل الشعب الأخير الذي" يعمل أثماره"، ومعلوم أنّ الشعب الأول الذي منه" الابن" هو" بني إسرائيل". فالبشارة إذن بأمة أخرى غير بني إسرائيل وبنبي آخر يظهر بعد محاولة قتل" الابن".

يقول داود عليه السلام في المزمور ١١٨: ٢٢- ٢٣: " الحجر الذي رفضه البنّاؤون قد صار رأس الزاوية. من لدى الربّ كان هذا وهو مدهش في أعيننا". فلو كان" الحجر" رأس الزاوية" هو عيسى لما كان هذا الأمر مثيرا للدهشة المذكورة في المزمور إذ أن بني إسرائيل قوم بعثت إليهم أعداد كثيرة من الأنبياء، وإنما الدهشة تكون من نبي آخر الزمان الذي تقفل بعده النبوّات، ويكون من النسل" المنسيّ": من نسل إسماعيل!

" من يقع على هذا الحجر يتكسّر، ومن يقع الحجر عليه يسحقه سحقا! ". وقوع الحجر كما هو ظاهر من التراجم الانجليزية للكتاب المقدس خاصة، يعني إعلان الحرب أو الصراع وما يترتب على ذلك من هزيمة وانكسار.. انظر مثلا: سفر القضاة ١٥: ١٢، سفر التكوين ٤٣: ١٨، سفر الخروج ٥: ٣..

لا تصحّ نسبة هذا الأمر إلى عيسى الذي كاد اليهود والرومان أن يقتلوه (وهو قد قتل عند النصارى الذين ألهوه!!؟) لولا معجزة إلهية انتشلته من بين أيديهم.

وعيسى أيضا هو الذي قال في إنجيل يوحنا ١٢: ٤٧: " وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه، لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلّص العالم".. أما نبي الإسلام فقد حطّم صلوات الله عليه وسلّم وأمّته من بعده الامبراطورية الفارسية العريقة وحجّموا الامبراطورية الرومانية المترامية الأطراف. لقد كان مدّ الإسلام عاتيا انهدّت أمامه القلاع وتهاوت الجبال الرواسي مع أوّل قعقعاته.

<<  <   >  >>