تجد في كتابك هذا صفتي ومخرجي؟ " فقال برأسه هكذا أي لا فقال ابنه إي والّذي أنزل التّوراة إنّا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك وإنّي أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّك رسول الله فقال" أقيموا اليهوديّ عن أخيكم" ثمّ تولّى كفنه والصّلاة عليه"، هذا حديث جيّد قويّ له شاهد في الصّحيح عن أنس".
وجاء في سورة البقرة الآية ١٠١: " وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ" يقول الإمام الطبري في تفسيره: " يعني جل ثناؤه بقوله: " ولمّا جاءهم" أحبار اليهود وعلماءها من بني إسرائيل.
" رسول" يعني بالرّسول محمّدا صلى الله عليه وسلم. ( ... ) .
أمّا قوله:" مصدق لما معهم". إنّه يعني به أنّ محمّدا صلى الله عليه وسلم يصدّق التّوراة، والتّوراة تصدّقه في أنّه لله نبيّ مبعوث إلى خلقه.
وأمّا تأويل قوله:" لَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ" فإنّه للّذي هو مع اليهود، وهو التّوراة. فأخبر الله جلّ ثناؤه أنّ اليهود لمّا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الله بتصديق ما في أيديهم من التّوراة أنّ محمّدا صلى الله عليه وسلم نبيّ الله.
" نبذ فريق"، يعني بذلك أنّهم جحدوه ورفضوه بعد أن كانوا به مقرّين حسدا منهم له وبغيا عليه.
وقوله:" من الّذين أوثوا الكتاب" وهم علماء اليهود الّذين أعطاهم الله العلم بالتّوراة وما فيها.