إنّ النصارى وعلى رأسهم المنصّرين منهم يعمدون إلى محاولة إحراج المسلمين والتشغيب على اقوالهم، إذا ما حدّثوا عن البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس. والمتأمل في اعتراضاتهم ومدافعاتهم يلحظ بيسر أنّ القوم لا يبالون بإحقاق الحقّ وإبطال الباطل وكشف معالم الهدى ونشر النور بعد حلكة الدجى، وإنما الغاية كلّ الغاية هي التشويش على الحقائق التي يذكرها المسلم بل وإيهامه، خاصة إن كان عاميا، أنها لا تؤدّي إلى ما يريد أو أنّها مفتعلة منبتة عن أرض الواقع.
وها نحن نضع بين يديك شبهاتهم الكسيحة واعتراضاتهم الخلقة و" طنطناتهم" المختنقة. وقد بذلنا ما في الوسع لجمعها سواء بالنقل عن القوم أو بملاحظة مؤدّى أقوالهم ولوازم اعتراضاتهم. ولنا بعد ذلك أن نستحثّ أقطاب النصارى العرب أن يبرزوا لمقارعة دعاة الإسلام في هذا المبحث العلمي العقدي الخطير بدل تخدير النصارى بكتاباتهم الباردة التي تتعمّد بتر الكلام وتشويه حجج المسلمين ومحاولة تقزيم براهينهم والتعتيم على شمس دينهم ... فليفعلوا.. وإلا قلنا:
إذا ما خلا الجبان بأرض قوم ... طلب الطعن وحده والترالا